هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

 

اهلا وسهلا بك يا زائر في اهل العلم نتمنى لكم قضاء اوقات ممتعه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
قرانيات اهل العلم , (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) إن هذه الآية على اختصارها من أهم الآيات الباعثة على المراقبة والمحاسبة ، فما من حركة يؤديها العبد في الدنيا - خيرا كان أو شرا - إلا ولها انعكاسها في النشأة الأخرى وإلا لزم اللغوية والعبثية ، فلا تعقل أن تكون حركة المطيع ولو في المستحبات كحركة العاصي ولو في المكروهات ، ومن هنا فلا بد للمؤمن أن يوفر على نفسه المساءلة يوم القيامة بمراقبته في الدنيا ، وما أسهل ذلك لمن أراد !
بسم الله الرحمن الرحيم , مرحبا بكم في ملتقى اهل العلم لمقترحاتكم واستفساراتكم لاتترددو بمراسلتنا فنحن بحاجة الى ملاحظاتكم القيمة
قدسيات اهل العلم , ورد في الحديث القدسي : يا داود ان العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأحكمه. قال: داود وما تلك الحسنة ؟ قال: كربة ينفسها عن مؤمن بقدر تمرة أو بشق تمرة. فقال داود: يا رب حق لمن عرفك ان لا يقطع رجاءه منك
فقهيات اهل العلم , :: يجب على تأمل :: أي يجب على المكلف فعله، فهو فتوى بالوجوب كذلك
حديث العلم , قال الإمام علي (عليه السلام): من باع نفسه بغير نعيم الجنة فقد ظلمها

 

 ولادة النبي محمد ( ص )

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Sayeed Ali Al Mayali
مدير مجموعة اهل العلم
مدير مجموعة اهل العلم
Sayeed Ali Al Mayali


ذكر

نقاط : 2118
عدد المساهمات : 1134
السٌّمعَة : 107
تاريخ الميلاد : 17/07/1994
تاريخ التسجيل : 05/11/2009
الموقع : Iraq - Najaf
حكمتي المفضلة : اسلِم تسلَم اسأل تعلم اطع تغنم

ولادة النبي محمد ( ص )  Empty
مُساهمةموضوع: ولادة النبي محمد ( ص )    ولادة النبي محمد ( ص )  Icon_minitimeالثلاثاء يناير 18 2011, 20:56

ولادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم



في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الاول من عام الفيل سنة 571 خمس مائة وإحدى وسبعين للميلاد حدث في الارض أمرعظيم أمرجلل رُجِمَت فيه الشياطين وَحُرِسَت فيه السماء قيل أنه سقطت أربع عشرة شُرفة من إيواني كِسرا وانطفأت نار الماجوس يقول « »حَسَّانْ إبن ثَابْت »" كنت صبيا في المدينة وتسمى قديما يثرب يقول كنت ألعب مع الصبيان لكنني أعقل يقول في هذا اليوم ندى يهودي على أطُمٍ من الاطام يامعشر يهود يامعشر يهود يقول فاجتمع اليهود حوله قالوا ما الخبر قال ظهر اليوم نجم أحمد ظهر اليوم نجم أحمد نعم سيحصل الآن أمر غريب أعظم ولادة في تاريخ البشرية إنه ميلاد من إنه يوم ميلاد محمد صلى الله عليه وآله وسلم هنا أذِنَ الله أن تُرْحَمَ البشرية به أعظم ميلاد ميلاده وأسهل ولادة كانت ولادته لما وُلِدَ محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم تقول أمه آمنة لقد أضاء نور إلى السماء رأيت في ذلك النور قصور الشام كأن دولته وأمته ستمتد إلى الشام رأتها أمه في ذلك اليوم أي لحظة تلك التي تمر فيها البشرية أي سعادة أرسلها الله للكون بولادة أحمد عليه الصلاة والسلام أي نور سطع في كون ذلك الزمان بولادة محمد صلى الله عليه وسلم الله اكبر الله أكبر يوم وُلِد محمد ذلك اليوم هو اليوم السعيد سمع بالخبر بعد ولادته من وهو يولد برعاية الرب عز وجل وبعناية الله جل وعلا ويصنعه الله على عينه وُلِدَ محفوظا وُلِدَ معصوما وُلِد محمد صلى الله عليه وآله وسلم سمع بالخبر جده عبد المطلب فأسرع وهو يسمع صوت الطفل الذي وُلِد للتوا النور الذي خرج للبشرية فإذا بالطفل يُعطى لجده عبد المطلب الذي مات أبوه قبل أن يولد فإذا بالطفل يُعطى لجده عبد المطلب فيأخذه ويشمه شمة ويقبله ثم يُسرع به إلى البيت يطوف به يطوف بمن يطوف بالطاهر المطهر يطوف بالمصطفى عليه صلوات الله وسلامه الذي تصلي عليه الملائكة في السماء الذي يصلي عليه الرب عز وجل فإذا بعبد المطلب يحمل هذا الطفل يطوف به حول البيت ويُدخله داخل البيت فرحا مسرورا سعيدا مستبشرا بهذا الطفل الذي ولد ثم رجع به مرة أخرى يدفعه إلى أمه آمنة التي فرحت فرحا عظيما بميلاد ذلك الطفل الرضيع إذا به يدفعه إلى أمه آمنة وهو يقول لها سميته محمدا سميته محمدا فيالسعادة البشرية في ذلك اليوم

بدأ البحث عمن يُرضِع محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وكان في تلك الفترة نِسوة من « »بني سعد بني بكر « »جئن إلى مكة يبحثن عمن يَرْضَعْنَهُ وكان في الجمع إمراة إسمها « »حليمة السَّعدية »" وكانت قد ركبت أثاناً لَهَا حِمار وكانت السنة سنة قحط وجدب سنة لَم تمر عليهم مثلها حتى أن حليمة وزوجها « » الحارث إبن عبد العُزى « »كان معها ولهما طفل صغير للتو مولود تقول حليمة لم يكن في ثذي ما يشبع طفلي كيف تبحث عمن ترضعه تقول حتى أن طفلي كان يبكي الليل كله فلم نكن ننام الليل من شدة بُكائه من الجوع هذا طفلها فكيف تبحث عمن ترضعه تقول حتى وصلنا إلى مكة تقول فما مِنَّا من إمراة إلا وعُرِضَ عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ترضعه فرفضن جميعا لِمَ لمَّا عَلِمْن أنه يتيم وماذا نصنع بطفل يتيم ليس له أب وماذا يصنع جده وماذا تنفع أمه تقول تركناه جميعنا وبحثنا عمن نرضع فكل واحدة من صاحباتي وجدت من ترضعه وذهبت به وبقيت أنا لم أجد أحدا فقد كانت هزيلة ضعيفة حليمة تقول فقلت لزوجي والله إني أكره أن أرجع إلى صاحباتي بغير طفل أرضعه والله لأرجعن إلى اليتيم فأخذه فقال زوجي الحارث قال إفعلي فلعل الله أن يجعل فيه بركة تقول فأخذت محمدا وإني لَكَارهة لكني لم أجد غيره تقول فأخذته صلى الله عليه وآله وسلم تقول فرجعت إلى رحلي إلتحقت بالقافلة بالصُحبة لأرجع الى بلدي تقول فما إن وضعته في حجري إلا وأقبل ثدي فشرب حتى روي تقول فألقمته لمن لأخيه الطفل الجائع تقول فشرب حتى روي أخوه تقول فناما ولم يكن إبني قد نام منذ أيام تقول فلما أصبحنا قال زوجي إن النسمة التي أخذتيها فيها بركة فقالت حليمة إني لارجوا الله ذلك تقول حتى الشاة التي كانت معنا ليس فيها قطرة من لبن تقول قد إمتلأ ضرعها ضرع شاتها تقول حتى الاثان الحمار الذي أركبه تقول أسرع حتى قال النسوة لحليمة أربِعي علينا يا حليمة أين الحمار الذي جئت به وين الحمار الذي جئت به إلى مكة قالت إنه هو فقالت النسوة والله إن لهذا الحمار شئنا القضية ليست في الحمار ولا الشاة ولا اللبن إنه أفضل من خلق الله جل وعلا إنه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما حلَّ مكانا إلا وبُورِكَ فيه تقول فسرنا أياما حتى وصلنا إلى بلادنا بلاد سعد بني بكر تقول فلما وصلنا بلادنا وكانت سنة جدباء شهباء قد القحط أكل الاخضر كله ولم يُبقي لنا لبنا ولا ضرعا ولا طعاما تقول فما إن وصل محمد صلى الله عليه وسلم حتى إمتلئت شياهنا لبنا فصارت شِباعا وكنا نفرح بها كل يوم وترجع قد إمتلئت فنحلب ونشرب وأرضع أبنائي ولا ينقصنا شيء أما جيراني تقول جيراني فكانت شياههم جياع حتى أنهم ينظرون إلي فيقول بعضهم لبعض سرحوا غنمكم مع غنم بنت أبي ذئيب يقصدون حليمة تقول حليمة فإنهم ليسرحون الغنم مع غنمي فترجع غنمي شباعا وأغناهم جياعا هذا اللبن ليس لحليمة هذا اللبن ليس لهذه الشياه هذا اللبن ليس لهذا المكان إنما هو ببركة محمد صلى الله عليه وآله وسلم تقول مرت علينا سنتان من الخير والبركة لم نرى مثلها وبعد أن تم فِصاله سنتان تقول أضطررت أن أرجعه إلى أمه وإني لكارهة تقول فلما أرجعته إلى أمه آمنة وأوصلته إليها قالت قلت لامه إبقيه عندنا فإني أخاف عليه مرض مكة وأمراض مكة فلم ترضى أمه فألححت عليها حتى قبلت تقول فأرجعته أريد بركته وأحبته حليمة تقول فلما رجع عندنا وكان يلعب مع أخيه فجأة جاء رجلان يلبسان ثيابا بيضا فخاف أخ محمد في الرضاعة فأسرع إلى أمه حليمة يناديها تقول فرجعنا فإذا بمحمد قد أمسكه رجلان يلبسان ثيابا بيضا ليس برجلين إنهما ملكان تقول فأمسكاه واطجعه على الارض وشق صدره وأخرجا قلبه وغسلاه بماء في قسط ثم أرجعاه مكانه وإذا بصدره مرة أخرى يلتئم تقول حليمة فلما وصلنا إليه نظرنا إليه قد إنتقع لونه تغير وجهه تقول فضممته وأرجعته الى الخِباء وإني عليه لخائفة



لما رأت حليمة أم النبي بالرضاعة ماحصل لهذا الغلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم من شق صدره خافت وخاف زوجها فقال لها زوجها أب النبي بالرضاعة قال قد علمت ما أصابه وربما يظهر عليه أمر يضره فأرجعيه وألحقيه بأهله فأسرعت حليمة بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى أمه آمنة فدخلت عليها فقالت آمنة ما الذي جاء بك قالت قد بلغ الله بإبني وَأدَّيْتُ الذي علي وَخِفتُ عليه الاحداث فجئتك به كما تُحبين قالت أمه قد كنت حريصة عليه ياحليمة قالت نعم قالت هناك أمر آخر فأخبرني فلم تزل بها حتى أخبرتها حليمة بحادثة شق الصدر فقالت أمه ماخافت قالت أم النبي لحليمة أخشيت عليه الشيطان خِفت عليه من الشيطان قالت نعم والله خِفت عليه فقالت آمنة بكل ثقة قالت ما للشيطان عليه من سبيل ما للشيطان عليه من سبيل إنه سيكون لابني هذا شأن عظيم ثم قالت لها هل تردين أن أخبرك بخبره قالت أخبرني قالت رأيت حين حملت به خرج نور أضاء لي قصور بُصرى بالشام ولم أسمع بحمل أسهل من حملي به سيكون لهذا الغلام شأن عظيم عاش نبينا في حظن أمه وَكَنفِها ورعايتها حتى بلغ ست سنين

عاش النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كنف وحضن أمه آمنة حتى إذا بلغ ست سنين أرادت أمه أن تُفرحه فذهبت به إلى أخواله »" بني عدي بني النجار »" في المدينة سافرت به من مكة إلى المدينة وعمره ست سنين ما أجمل هذا الغلام وما أحلاه حياته سعادة يذهب إلى أخواله فيرونه ما أجمل هذا النور الذي يخرج من هذا الوجه الصغيربعد أن فرح الغلام بأخواله رآهم ورأوه وفرحوا به أرادت أمه أن ترجع به مرة أخرى إلى مكة خرجوا من المدينة وفي الطريق في منطقة إسمها « »الأبواء »" تعبت أمه ومرضت وفي تلك اللحظات قبض الله عز وجل روحها والغلام صغير لكنه يعقل لم يرى أباه أبوه مات قبل ولادته أما أمه فقد فُجِع بها وهو غلام لم يتجاوز السادسة من العمر أمه تموت أمام عينيه أمه تدفن » بالأبواء « يا الله من له في هذه الدنيا أبوه فارق الدنيا قبل أن يولد وأمه تفارق الدنيا وعمره ست سنين أي مصيبة ألمت بهذا الغلام الصغير أي كارثة حلت به فقد والديه وهو في هذا العمر يالله يالله كيف كان يشعر بأبيه وأمه وهو في هذا السن الرب عز وجل يرعاه والرب عز وجل يحفظه لكن الألم شديد والمصيبة كبرى دُفِنَت أمه فيالله أي حزن خيم على ذلك القلب الصغير ثم اُخِد بالنبي صلى الله عليه وسلم واُرجِع إلى مكة فاقدا لوالديه



بعد وفاة أمه عليه الصلاة والسلام تكفل به جده وعمره ست سنين جده عبد المطلب إبن هاشم سيد مكة يتكفل بمحمد صلى الله عليه وسلم ذو الست سنوات ويجعله مع أبنائه البقية أعمام النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكانت لعبد المطلب عادة كل يوم إذا بدأ الظل في الكعبة كان ابناءه أعمام النبي كانوا يُفرشون له سجادة في ظل الكعبة لكن لايتجرأ أحد أن يجلس عليها حتى يأتي عبد المطلب فإذا جلس جلس أبنائه حوله إحتراما له إلا ما كان من محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو صبي صغير كان يأتي قبل أعمامه ويجلس على السجادة قبل أن يجلس جده عليها عبد المطلب فكان أعمامه يحاولون منعه وإبعاده عن السجادة لكن عبد المطلب ما كان يرضى وكان يقول لابنائه دعوه دعوه فإن لهذا الغلام شأن عظيم فإن لهذا الغلام شأن عظيم فكان يُقَرِّبُ محمدا وهو غلام صغير ست سنوات يقربه إليه فيمسح رأسه ويمسح ظهره هكذا كان يحبه عبد المطلب لكن لم يظل النبي عنده إلا سنتين فلما بلغ الثمان سنين توفى الله عز وجل عبد المطلب أيضا فجِع النبي بجده لم يرى أباه وفجِع بأمه والان بجده عبد المطلب فتكفل به عمه أبو طالب عبد المطلب كان قد تولى كفالة ورعاية زمزم فلما توفي عبد المطلب تولى رعاية والإشراف على زمزم إبنه العباس وظل آل العباس إلى يومنا هذا هم الذين يُشرفون على زمزم وشؤونها ظل نبينا عليه الصلاة والسلام في رعاية عمه أبي طالب إلى أن شب وَكَبِرَ



ظل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في رعاية وعناية عمه أبي طالب وكان أبو طالب يحبه من بين أبنائه ورعاه رعاية كبيرة حتى أنه كان يعلمه ويدربه منذ الصغر على التجارة ولما قرر أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يذهب إلى تجارة إلى الشام أخذ محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وكان عمره إثنا عشر عاما سارت القافلة إلى الشام ووصلت إلى منطقة تسمى »" بُصْرَى »" في الشام فلما وصلت تلك القافلة كان هناك ِديرٌ لِرَاهِب وما كان يخرج من ديره كان يتفرغ للعبادة لكنه لما رأى تلك القافلة خرج وذهب إلى تلك القافلة يترقبها وينظر إليها حتى وصل إلى محمد صلى الله عليه وسلم كان غلاما إثنا عشر سنة فنظر بين كتفيه فوجد علامة فتأكد الراهب فسأل من الوصي على هذا الغلام فدُلَّ على أبي طالب قال من أنت قال أنا أبوه فقال الراهب لا ما كان لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا قال إنه إبن أخي قال الان صدقت الان صدقت قال وما تقول قال ما من حجر ولا شجر مررتم عليها في طريقكم إلا خرُّواْ سُجَّداً وما كانوا يسجدون إلا لِمرور نبي ثم قال وقد رأيت علماته هذا سيكون سيدا للعالمين هذا سيكون رحمة



للعالمين {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ }وأكرمهم ذلك الراهب وضيفهم ما كان يفعلها لاي قافلة تمر ثم بعد أن أكرمهم سأل ابي طالب أين ستذهبون به بهذا الغلام قال إلى تلك المناطق نبيع ونشتري تجارة فقال له الراهب لا تفعل لا تفعل فإني لا آمان عليه إن عَلِمَ أحد بأمره سيكيدون له شرا قال وماذا أصنع قال إني ناصح لكم أن ترجعوا بهذا الغلام إلا مكة ولا تذهبوا به إلى تلك الاماكن وأخذ أبو طالب بنصيحة هذا الراهب وإسمه »" بُحَيْرَى »" وأرجع محمدا صلى الله عليه وآله وسلم برفقة بعض الرجال أمَّنَهُم ثم رجعوا به إلى مكة آمنا سالما حتى لايُصاب بأذى هكذا بدأت علامة محمد صلى الله عليه وآله وسلم تظهر للناس وبدأت الامور تتكشف شيئا فشيئا فهو يكبر لكن لا كغيره من أقرانه



لما بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عشرين من العمر حصل في قريش معركة وسبب هذه المعركة أن قريش وكِنانة وهي في طرف رجل منهم قتل بعض الرجال من قبيلة تسمى »" قيس عيلان »"فحصل بينهم معركة في عُكاظ وثارت المعركة وحصد كل من الفريقين قتلى من الاخر وكان النبي في العشرين من عمره وقد شارك في هذه المعركة وكان يُجهز النبل لأعمامه وثارت هذه المعركة حتى كثر القتلى من الطرفين والمصيبة أن المعركة حصلت في الاشهر الحُرم ولهذا سميت هذه المعركة معركة « »الفِجار »"فقد فَجَرَ الناس فيها وقاتلوا في الاشهر الحُرم التي كانوا يحرمون فيها القتال حتى إذا قرب النهار على الانتهاء إتفق الطرفان على أن يُوقِفوا القتال ويحسب القتلى من الطرفين فإذا كان قتلى أحد الفريقين أكثر أعطاهم الفريق الاخر دِيَة ليسدّدوا ثمن قتلاهم هذه المعركة سُميت معركة الفِجار بعد هذه المعركة حصلت أمر أيضا في مكة جاء رجل من »" زبيد »"ببضاعة إلى الحرم يبيعها فاشتراها منه رجل إسمه »" العاص إبن وائل السهمي »"فلما إشترى البضاعة لم يُعطيه الثمن حاول به فلم يُعطيه فذهب إلى الناس يريد من ينصره ومن يُعينه على أخذ ثمن هذه البضاعة فلم يُعطيه أحد أي قوة يستنصر بها على من ظلمه وهو العاص إبن وائل فذهب الرجل المظلوم الزبيدي إلى جبل أبي قبيث فعلاه وصرخ بأعلى صوته وقال شعرا يستنصر الناس فسمعه من الزبير إبن عبد المطلب قال مالك فأخبره بالخبر فسرخ الزبير قال أيها الناس ما بالكم رجل يأتي إلى الحرم وتأخذون أمواله ويُظلم ولا ينصره أحد منكم فتداعا الاشراف أشراف القبائل بعد معركة الفِجار وبعد ما حصل من ظلم هذا الرجل تداعا الاشراف من قريش أشراف القبائل من »" بني هاشم »" بني عبد المطلب « »وزهرة »" وَتَيْن »" وغيرهم من الاشراف تداعوا إلى حِلْفٍ سُمي حِلْفُ سُمي حلف « »الفضول « »عُقد في بيت « عبد الله إبن جدعان « وهذا رجل شريف سيد من السادات وكان بين الحاضرين نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يحضر لأنه الصادق الامين يحضر لأن الناس تحب كلامه ومنطقه يحضر لأنه أهل لأن يحضر مثل هذا الحلف وأي حلف تعاقدوا عليه تعاقدوا على أنه لا يأتي إلى الحرم مظلوم سواء كان من أهل مكة أو من غير أهلها إلا وانتصرت له مكة قريش وقبائلها تنتصر للمظلوم ممن كان سواء كان من أهل قريش أو من غير أهل قريش وهكذا يقول النبي عن هذا الحلف الذي كان من أعظم الاحلاف في ذلك الزمان بل لم يكن أحد من العرب يفكر في حلف مثل هذا يقول لقد دعيت إلى حلف في دار عبد الله إبن جدعان يقول ما أحب أن يكون له به حبر النعم لو أعطيت بدل حضور هذا الحلف أموال كثيرة جدا ما رضيت وما قبلت ثم قال عليه الصلاة والسلام لو دعيت إليه في الاسلام لقبلت أي أقبل حضور أي حلف ممن كان إذا كان لِنصرة المظلوم هكذا كان عليه الصلاة والسلام يهتم بالمظلوم ولا يُبالي بمن يدعوا لِنصرة المظلوم سواء كان مسلما أو غير مسلم المهم أن ينصر المظلوم فانتشر بين القبائل وانتشر بين العرب أن هذا الحرم حرم وأن أهل مكة سيقومون مع المظلوم وينصرونه مهما كان سواء كان منهم أو كان من غيرهم وهكذا إرتفعت مكانة قريش وقبائلها وارتفعت مكانة سادتها وأشرافها بين القبائل أي أنها تنصر المظلوم عاش النبي صلى الله عليه وآله وسلم عاش يتيما في بدايته فأواه الرب عز وجل كان لا يملك شيئا من المال وكان يرعى الغنم وما من نبي إلا رعا الغنم كان يرعى الغنم ويُعطى قراريص يأكل منها عليه الصلاة والسلام لما كبر شيئا ما بدأ يعمل بالتجارة وحصل على بعض الاموال يعمل فيها فأغناه الرب عز وجل حفظه الرب في صِغره { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى، وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى، وَوَجَدَكَ عَائِلاً } فقيرا {وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى}حفظه الرب عز وجل في صغره كان يتيما فأواه الرب وحفظه وكان عائلا فقيرا فأغناه ربنا جل وعلا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alimayali.yoo7.com
امير سامي الشمري
عضو جديد
عضو جديد



ذكر

نقاط : 7
عدد المساهمات : 4
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 24/07/1998
تاريخ التسجيل : 28/03/2011

ولادة النبي محمد ( ص )  Empty
مُساهمةموضوع: جميل ايخلي علي الميالي   ولادة النبي محمد ( ص )  Icon_minitimeالإثنين مارس 28 2011, 04:33

Ali Mayali كتب:
ولادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم



في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الاول من عام الفيل سنة 571 خمس مائة وإحدى وسبعين للميلاد حدث في الارض أمرعظيم أمرجلل رُجِمَت فيه الشياطين وَحُرِسَت فيه السماء قيل أنه سقطت أربع عشرة شُرفة من إيواني كِسرا وانطفأت نار الماجوس يقول « »حَسَّانْ إبن ثَابْت »" كنت صبيا في المدينة وتسمى قديما يثرب يقول كنت ألعب مع الصبيان لكنني أعقل يقول في هذا اليوم ندى يهودي على أطُمٍ من الاطام يامعشر يهود يامعشر يهود يقول فاجتمع اليهود حوله قالوا ما الخبر قال ظهر اليوم نجم أحمد ظهر اليوم نجم أحمد نعم سيحصل الآن أمر غريب أعظم ولادة في تاريخ البشرية إنه ميلاد من إنه يوم ميلاد محمد صلى الله عليه وآله وسلم هنا أذِنَ الله أن تُرْحَمَ البشرية به أعظم ميلاد ميلاده وأسهل ولادة كانت ولادته لما وُلِدَ محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم تقول أمه آمنة لقد أضاء نور إلى السماء رأيت في ذلك النور قصور الشام كأن دولته وأمته ستمتد إلى الشام رأتها أمه في ذلك اليوم أي لحظة تلك التي تمر فيها البشرية أي سعادة أرسلها الله للكون بولادة أحمد عليه الصلاة والسلام أي نور سطع في كون ذلك الزمان بولادة محمد صلى الله عليه وسلم الله اكبر الله أكبر يوم وُلِد محمد ذلك اليوم هو اليوم السعيد سمع بالخبر بعد ولادته من وهو يولد برعاية الرب عز وجل وبعناية الله جل وعلا ويصنعه الله على عينه وُلِدَ محفوظا وُلِدَ معصوما وُلِد محمد صلى الله عليه وآله وسلم سمع بالخبر جده عبد المطلب فأسرع وهو يسمع صوت الطفل الذي وُلِد للتوا النور الذي خرج للبشرية فإذا بالطفل يُعطى لجده عبد المطلب الذي مات أبوه قبل أن يولد فإذا بالطفل يُعطى لجده عبد المطلب فيأخذه ويشمه شمة ويقبله ثم يُسرع به إلى البيت يطوف به يطوف بمن يطوف بالطاهر المطهر يطوف بالمصطفى عليه صلوات الله وسلامه الذي تصلي عليه الملائكة في السماء الذي يصلي عليه الرب عز وجل فإذا بعبد المطلب يحمل هذا الطفل يطوف به حول البيت ويُدخله داخل البيت فرحا مسرورا سعيدا مستبشرا بهذا الطفل الذي ولد ثم رجع به مرة أخرى يدفعه إلى أمه آمنة التي فرحت فرحا عظيما بميلاد ذلك الطفل الرضيع إذا به يدفعه إلى أمه آمنة وهو يقول لها سميته محمدا سميته محمدا فيالسعادة البشرية في ذلك اليوم

بدأ البحث عمن يُرضِع محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وكان في تلك الفترة نِسوة من « »بني سعد بني بكر « »جئن إلى مكة يبحثن عمن يَرْضَعْنَهُ وكان في الجمع إمراة إسمها « »حليمة السَّعدية »" وكانت قد ركبت أثاناً لَهَا حِمار وكانت السنة سنة قحط وجدب سنة لَم تمر عليهم مثلها حتى أن حليمة وزوجها « » الحارث إبن عبد العُزى « »كان معها ولهما طفل صغير للتو مولود تقول حليمة لم يكن في ثذي ما يشبع طفلي كيف تبحث عمن ترضعه تقول حتى أن طفلي كان يبكي الليل كله فلم نكن ننام الليل من شدة بُكائه من الجوع هذا طفلها فكيف تبحث عمن ترضعه تقول حتى وصلنا إلى مكة تقول فما مِنَّا من إمراة إلا وعُرِضَ عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ترضعه فرفضن جميعا لِمَ لمَّا عَلِمْن أنه يتيم وماذا نصنع بطفل يتيم ليس له أب وماذا يصنع جده وماذا تنفع أمه تقول تركناه جميعنا وبحثنا عمن نرضع فكل واحدة من صاحباتي وجدت من ترضعه وذهبت به وبقيت أنا لم أجد أحدا فقد كانت هزيلة ضعيفة حليمة تقول فقلت لزوجي والله إني أكره أن أرجع إلى صاحباتي بغير طفل أرضعه والله لأرجعن إلى اليتيم فأخذه فقال زوجي الحارث قال إفعلي فلعل الله أن يجعل فيه بركة تقول فأخذت محمدا وإني لَكَارهة لكني لم أجد غيره تقول فأخذته صلى الله عليه وآله وسلم تقول فرجعت إلى رحلي إلتحقت بالقافلة بالصُحبة لأرجع الى بلدي تقول فما إن وضعته في حجري إلا وأقبل ثدي فشرب حتى روي تقول فألقمته لمن لأخيه الطفل الجائع تقول فشرب حتى روي أخوه تقول فناما ولم يكن إبني قد نام منذ أيام تقول فلما أصبحنا قال زوجي إن النسمة التي أخذتيها فيها بركة فقالت حليمة إني لارجوا الله ذلك تقول حتى الشاة التي كانت معنا ليس فيها قطرة من لبن تقول قد إمتلأ ضرعها ضرع شاتها تقول حتى الاثان الحمار الذي أركبه تقول أسرع حتى قال النسوة لحليمة أربِعي علينا يا حليمة أين الحمار الذي جئت به وين الحمار الذي جئت به إلى مكة قالت إنه هو فقالت النسوة والله إن لهذا الحمار شئنا القضية ليست في الحمار ولا الشاة ولا اللبن إنه أفضل من خلق الله جل وعلا إنه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما حلَّ مكانا إلا وبُورِكَ فيه تقول فسرنا أياما حتى وصلنا إلى بلادنا بلاد سعد بني بكر تقول فلما وصلنا بلادنا وكانت سنة جدباء شهباء قد القحط أكل الاخضر كله ولم يُبقي لنا لبنا ولا ضرعا ولا طعاما تقول فما إن وصل محمد صلى الله عليه وسلم حتى إمتلئت شياهنا لبنا فصارت شِباعا وكنا نفرح بها كل يوم وترجع قد إمتلئت فنحلب ونشرب وأرضع أبنائي ولا ينقصنا شيء أما جيراني تقول جيراني فكانت شياههم جياع حتى أنهم ينظرون إلي فيقول بعضهم لبعض سرحوا غنمكم مع غنم بنت أبي ذئيب يقصدون حليمة تقول حليمة فإنهم ليسرحون الغنم مع غنمي فترجع غنمي شباعا وأغناهم جياعا هذا اللبن ليس لحليمة هذا اللبن ليس لهذه الشياه هذا اللبن ليس لهذا المكان إنما هو ببركة محمد صلى الله عليه وآله وسلم تقول مرت علينا سنتان من الخير والبركة لم نرى مثلها وبعد أن تم فِصاله سنتان تقول أضطررت أن أرجعه إلى أمه وإني لكارهة تقول فلما أرجعته إلى أمه آمنة وأوصلته إليها قالت قلت لامه إبقيه عندنا فإني أخاف عليه مرض مكة وأمراض مكة فلم ترضى أمه فألححت عليها حتى قبلت تقول فأرجعته أريد بركته وأحبته حليمة تقول فلما رجع عندنا وكان يلعب مع أخيه فجأة جاء رجلان يلبسان ثيابا بيضا فخاف أخ محمد في الرضاعة فأسرع إلى أمه حليمة يناديها تقول فرجعنا فإذا بمحمد قد أمسكه رجلان يلبسان ثيابا بيضا ليس برجلين إنهما ملكان تقول فأمسكاه واطجعه على الارض وشق صدره وأخرجا قلبه وغسلاه بماء في قسط ثم أرجعاه مكانه وإذا بصدره مرة أخرى يلتئم تقول حليمة فلما وصلنا إليه نظرنا إليه قد إنتقع لونه تغير وجهه تقول فضممته وأرجعته الى الخِباء وإني عليه لخائفة



لما رأت حليمة أم النبي بالرضاعة ماحصل لهذا الغلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم من شق صدره خافت وخاف زوجها فقال لها زوجها أب النبي بالرضاعة قال قد علمت ما أصابه وربما يظهر عليه أمر يضره فأرجعيه وألحقيه بأهله فأسرعت حليمة بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى أمه آمنة فدخلت عليها فقالت آمنة ما الذي جاء بك قالت قد بلغ الله بإبني وَأدَّيْتُ الذي علي وَخِفتُ عليه الاحداث فجئتك به كما تُحبين قالت أمه قد كنت حريصة عليه ياحليمة قالت نعم قالت هناك أمر آخر فأخبرني فلم تزل بها حتى أخبرتها حليمة بحادثة شق الصدر فقالت أمه ماخافت قالت أم النبي لحليمة أخشيت عليه الشيطان خِفت عليه من الشيطان قالت نعم والله خِفت عليه فقالت آمنة بكل ثقة قالت ما للشيطان عليه من سبيل ما للشيطان عليه من سبيل إنه سيكون لابني هذا شأن عظيم ثم قالت لها هل تردين أن أخبرك بخبره قالت أخبرني قالت رأيت حين حملت به خرج نور أضاء لي قصور بُصرى بالشام ولم أسمع بحمل أسهل من حملي به سيكون لهذا الغلام شأن عظيم عاش نبينا في حظن أمه وَكَنفِها ورعايتها حتى بلغ ست سنين

عاش النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كنف وحضن أمه آمنة حتى إذا بلغ ست سنين أرادت أمه أن تُفرحه فذهبت به إلى أخواله »" بني عدي بني النجار »" في المدينة سافرت به من مكة إلى المدينة وعمره ست سنين ما أجمل هذا الغلام وما أحلاه حياته سعادة يذهب إلى أخواله فيرونه ما أجمل هذا النور الذي يخرج من هذا الوجه الصغيربعد أن فرح الغلام بأخواله رآهم ورأوه وفرحوا به أرادت أمه أن ترجع به مرة أخرى إلى مكة خرجوا من المدينة وفي الطريق في منطقة إسمها « »الأبواء »" تعبت أمه ومرضت وفي تلك اللحظات قبض الله عز وجل روحها والغلام صغير لكنه يعقل لم يرى أباه أبوه مات قبل ولادته أما أمه فقد فُجِع بها وهو غلام لم يتجاوز السادسة من العمر أمه تموت أمام عينيه أمه تدفن » بالأبواء « يا الله من له في هذه الدنيا أبوه فارق الدنيا قبل أن يولد وأمه تفارق الدنيا وعمره ست سنين أي مصيبة ألمت بهذا الغلام الصغير أي كارثة حلت به فقد والديه وهو في هذا العمر يالله يالله كيف كان يشعر بأبيه وأمه وهو في هذا السن الرب عز وجل يرعاه والرب عز وجل يحفظه لكن الألم شديد والمصيبة كبرى دُفِنَت أمه فيالله أي حزن خيم على ذلك القلب الصغير ثم اُخِد بالنبي صلى الله عليه وسلم واُرجِع إلى مكة فاقدا لوالديه



بعد وفاة أمه عليه الصلاة والسلام تكفل به جده وعمره ست سنين جده عبد المطلب إبن هاشم سيد مكة يتكفل بمحمد صلى الله عليه وسلم ذو الست سنوات ويجعله مع أبنائه البقية أعمام النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكانت لعبد المطلب عادة كل يوم إذا بدأ الظل في الكعبة كان ابناءه أعمام النبي كانوا يُفرشون له سجادة في ظل الكعبة لكن لايتجرأ أحد أن يجلس عليها حتى يأتي عبد المطلب فإذا جلس جلس أبنائه حوله إحتراما له إلا ما كان من محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو صبي صغير كان يأتي قبل أعمامه ويجلس على السجادة قبل أن يجلس جده عليها عبد المطلب فكان أعمامه يحاولون منعه وإبعاده عن السجادة لكن عبد المطلب ما كان يرضى وكان يقول لابنائه دعوه دعوه فإن لهذا الغلام شأن عظيم فإن لهذا الغلام شأن عظيم فكان يُقَرِّبُ محمدا وهو غلام صغير ست سنوات يقربه إليه فيمسح رأسه ويمسح ظهره هكذا كان يحبه عبد المطلب لكن لم يظل النبي عنده إلا سنتين فلما بلغ الثمان سنين توفى الله عز وجل عبد المطلب أيضا فجِع النبي بجده لم يرى أباه وفجِع بأمه والان بجده عبد المطلب فتكفل به عمه أبو طالب عبد المطلب كان قد تولى كفالة ورعاية زمزم فلما توفي عبد المطلب تولى رعاية والإشراف على زمزم إبنه العباس وظل آل العباس إلى يومنا هذا هم الذين يُشرفون على زمزم وشؤونها ظل نبينا عليه الصلاة والسلام في رعاية عمه أبي طالب إلى أن شب وَكَبِرَ



ظل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في رعاية وعناية عمه أبي طالب وكان أبو طالب يحبه من بين أبنائه ورعاه رعاية كبيرة حتى أنه كان يعلمه ويدربه منذ الصغر على التجارة ولما قرر أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يذهب إلى تجارة إلى الشام أخذ محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وكان عمره إثنا عشر عاما سارت القافلة إلى الشام ووصلت إلى منطقة تسمى »" بُصْرَى »" في الشام فلما وصلت تلك القافلة كان هناك ِديرٌ لِرَاهِب وما كان يخرج من ديره كان يتفرغ للعبادة لكنه لما رأى تلك القافلة خرج وذهب إلى تلك القافلة يترقبها وينظر إليها حتى وصل إلى محمد صلى الله عليه وسلم كان غلاما إثنا عشر سنة فنظر بين كتفيه فوجد علامة فتأكد الراهب فسأل من الوصي على هذا الغلام فدُلَّ على أبي طالب قال من أنت قال أنا أبوه فقال الراهب لا ما كان لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا قال إنه إبن أخي قال الان صدقت الان صدقت قال وما تقول قال ما من حجر ولا شجر مررتم عليها في طريقكم إلا خرُّواْ سُجَّداً وما كانوا يسجدون إلا لِمرور نبي ثم قال وقد رأيت علماته هذا سيكون سيدا للعالمين هذا سيكون رحمة



للعالمين {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ }وأكرمهم ذلك الراهب وضيفهم ما كان يفعلها لاي قافلة تمر ثم بعد أن أكرمهم سأل ابي طالب أين ستذهبون به بهذا الغلام قال إلى تلك المناطق نبيع ونشتري تجارة فقال له الراهب لا تفعل لا تفعل فإني لا آمان عليه إن عَلِمَ أحد بأمره سيكيدون له شرا قال وماذا أصنع قال إني ناصح لكم أن ترجعوا بهذا الغلام إلا مكة ولا تذهبوا به إلى تلك الاماكن وأخذ أبو طالب بنصيحة هذا الراهب وإسمه »" بُحَيْرَى »" وأرجع محمدا صلى الله عليه وآله وسلم برفقة بعض الرجال أمَّنَهُم ثم رجعوا به إلى مكة آمنا سالما حتى لايُصاب بأذى هكذا بدأت علامة محمد صلى الله عليه وآله وسلم تظهر للناس وبدأت الامور تتكشف شيئا فشيئا فهو يكبر لكن لا كغيره من أقرانه



لما بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عشرين من العمر حصل في قريش معركة وسبب هذه المعركة أن قريش وكِنانة وهي في طرف رجل منهم قتل بعض الرجال من قبيلة تسمى »" قيس عيلان »"فحصل بينهم معركة في عُكاظ وثارت المعركة وحصد كل من الفريقين قتلى من الاخر وكان النبي في العشرين من عمره وقد شارك في هذه المعركة وكان يُجهز النبل لأعمامه وثارت هذه المعركة حتى كثر القتلى من الطرفين والمصيبة أن المعركة حصلت في الاشهر الحُرم ولهذا سميت هذه المعركة معركة « »الفِجار »"فقد فَجَرَ الناس فيها وقاتلوا في الاشهر الحُرم التي كانوا يحرمون فيها القتال حتى إذا قرب النهار على الانتهاء إتفق الطرفان على أن يُوقِفوا القتال ويحسب القتلى من الطرفين فإذا كان قتلى أحد الفريقين أكثر أعطاهم الفريق الاخر دِيَة ليسدّدوا ثمن قتلاهم هذه المعركة سُميت معركة الفِجار بعد هذه المعركة حصلت أمر أيضا في مكة جاء رجل من »" زبيد »"ببضاعة إلى الحرم يبيعها فاشتراها منه رجل إسمه »" العاص إبن وائل السهمي »"فلما إشترى البضاعة لم يُعطيه الثمن حاول به فلم يُعطيه فذهب إلى الناس يريد من ينصره ومن يُعينه على أخذ ثمن هذه البضاعة فلم يُعطيه أحد أي قوة يستنصر بها على من ظلمه وهو العاص إبن وائل فذهب الرجل المظلوم الزبيدي إلى جبل أبي قبيث فعلاه وصرخ بأعلى صوته وقال شعرا يستنصر الناس فسمعه من الزبير إبن عبد المطلب قال مالك فأخبره بالخبر فسرخ الزبير قال أيها الناس ما بالكم رجل يأتي إلى الحرم وتأخذون أمواله ويُظلم ولا ينصره أحد منكم فتداعا الاشراف أشراف القبائل بعد معركة الفِجار وبعد ما حصل من ظلم هذا الرجل تداعا الاشراف من قريش أشراف القبائل من »" بني هاشم »" بني عبد المطلب « »وزهرة »" وَتَيْن »" وغيرهم من الاشراف تداعوا إلى حِلْفٍ سُمي حِلْفُ سُمي حلف « »الفضول « »عُقد في بيت « عبد الله إبن جدعان « وهذا رجل شريف سيد من السادات وكان بين الحاضرين نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يحضر لأنه الصادق الامين يحضر لأن الناس تحب كلامه ومنطقه يحضر لأنه أهل لأن يحضر مثل هذا الحلف وأي حلف تعاقدوا عليه تعاقدوا على أنه لا يأتي إلى الحرم مظلوم سواء كان من أهل مكة أو من غير أهلها إلا وانتصرت له مكة قريش وقبائلها تنتصر للمظلوم ممن كان سواء كان من أهل قريش أو من غير أهل قريش وهكذا يقول النبي عن هذا الحلف الذي كان من أعظم الاحلاف في ذلك الزمان بل لم يكن أحد من العرب يفكر في حلف مثل هذا يقول لقد دعيت إلى حلف في دار عبد الله إبن جدعان يقول ما أحب أن يكون له به حبر النعم لو أعطيت بدل حضور هذا الحلف أموال كثيرة جدا ما رضيت وما قبلت ثم قال عليه الصلاة والسلام لو دعيت إليه في الاسلام لقبلت أي أقبل حضور أي حلف ممن كان إذا كان لِنصرة المظلوم هكذا كان عليه الصلاة والسلام يهتم بالمظلوم ولا يُبالي بمن يدعوا لِنصرة المظلوم سواء كان مسلما أو غير مسلم المهم أن ينصر المظلوم فانتشر بين القبائل وانتشر بين العرب أن هذا الحرم حرم وأن أهل مكة سيقومون مع المظلوم وينصرونه مهما كان سواء كان منهم أو كان من غيرهم وهكذا إرتفعت مكانة قريش وقبائلها وارتفعت مكانة سادتها وأشرافها بين القبائل أي أنها تنصر المظلوم عاش النبي صلى الله عليه وآله وسلم عاش يتيما في بدايته فأواه الرب عز وجل كان لا يملك شيئا من المال وكان يرعى الغنم وما من نبي إلا رعا الغنم كان يرعى الغنم ويُعطى قراريص يأكل منها عليه الصلاة والسلام لما كبر شيئا ما بدأ يعمل بالتجارة وحصل على بعض الاموال يعمل فيها فأغناه الرب عز وجل حفظه الرب في صِغره { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى، وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى، وَوَجَدَكَ عَائِلاً } فقيرا {وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى}حفظه الرب عز وجل في صغره كان يتيما فأواه الرب وحفظه وكان عائلا فقيرا فأغناه ربنا جل وعلا

Razz
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
امير سامي الشمري
عضو جديد
عضو جديد



ذكر

نقاط : 7
عدد المساهمات : 4
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 24/07/1998
تاريخ التسجيل : 28/03/2011

ولادة النبي محمد ( ص )  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ولادة النبي محمد ( ص )    ولادة النبي محمد ( ص )  Icon_minitimeالإثنين مارس 28 2011, 04:35


مولد الرسول (ص)
• تزوج عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن حكيم؛ وعمره ثماني عشرة سنة ، وهي يومئذ من أفضل نساء قريش نسباً وأكرمهم خلقاً. ولما دخل بها حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم، وسافر والده عبد الله عقب ذلك بتجارة له إلى الشام فأدركته الوفاة بالمدينة (يثرب) وهو راجع من الشام ، ودفن بها عند أخواله بني عدى بن النجار، وكان ذلك بعد شهرين من حمل أمه آمنة به صلى الله عليه وسلم.
وقد توفي والد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يترك من المال إلا خمساً من الإبل وأمَته (أم أيمن).ولما تمت مدة الحمل ولدته صلى الله عليه وسلم بمكة المشرفة في اليوم الثانى عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل، الذي يوافق سنة 571 من ميلاد المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وهو العام الذي أغار فيه ملك الحبشة على مكة بجيش تتقدمه الفيلة قاصداً هدم الكعبة (البيت الحرام) فأهلكهم الله تعالى.
كانت ولادته صلى الله عليه وسلم في دار عمه أبي طالب في شِعْب بني هاشم، أي مساكنهم المجتمعة في بقعة واحدة، وسماه جده عبد المطلب (محمداً) ولم يكن هذا الاسم شائعاً إذ ذاك عند العرب ولكن الله تعالى ألهمه إياه فوافق ذلك ما جاء في التوراة من البشارة بالنبي الذي يأتي من بعد عيسى عليه الصلاة والسلام مسمى بهذا الاسم الشريف، لأنه قد جاء في التوراة ما هو صريح في البشارة بنبي تنطبق أوصافه تمام الانطباق على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: مسمى، أو موصوفا بعبارة ترجمتها هذا الاسم، كما جاءت البشارة به صلى الله عليه وسلم على لسان عيسى عليه الصلاة والسلام باسمه أحمد، وقد سمى بأحمد كما سمى بمحمد صلى الله عليه وسلم.
وكانت قابلته صلى الله عليه وسلم الشفاء أم عبد الرحمن بن عوف وحاضنته أم أيمن بركة الحبشية أَمَة أبيه عبد الله، وقد ورد في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم وُلد مختوناً، وورد أيضا أن جده عبد المطلب ختنه يوم السابع من ولادته الذي سماه فيه..
• ولـد سيـد المرسلـين صلى الله عليه وسلم بشـعب بني هاشـم بمكـة في صبيحـة يــوم الاثنين التاسع مـن شـهر ربيـع الأول، لأول عـام مـن حادثـة الفيـل، ولأربعـين سنة خلت من ملك كسرى أنوشروان، ويوافق ذلك عشرين أو اثنين وعشرين من شهر أبريل سنة 571 م حسبما حققه العالم الكبير محمد سليمان ـ المنصورفورى ـ رحمه اللـه‏.‏ وروى ابــن سعــد أن أم رســول الله صلى الله عليه وسلم قالــت ‏:‏ لمــا ولـدتــه خــرج مــن فرجـى نــور أضــاءت لـه قصـور الشام‏.‏ وروى أحمد والدارمى وغيرهمـا قريبـًا مـن ذلك‏.‏ وقد روى أن إرهاصات بالبعثة وقعت عند الميلاد، فسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى، وخمدت النار التي يعبدها المجوس، وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت، روى ذلك الطبرى والبيهقى وغيرهما‏.‏ وليس له إسناد ثابت، ولم يشهد له تاريخ تلك الأمم مع قوة دواعى التسجيل‏.‏
ولما ولدته أمه أرسلت إلى جده عبد المطلب تبشره بحفيده، فجاء مستبشرًا ودخل به الكعبة، ودعا الله وشكر له‏.‏ واختار له اسم محمد ـ وهذا الاسم لم يكن معروفًا في العرب ـ وخَتَنَه يوم سابعه كما كان العرب يفعلون‏.‏
وأول من أرضعته من المراضع ـ وذلك بعد أمه صلى الله عليه وسلم بأسبوع ـ ثُوَيْبَة مولاة أبي لهب بلبن ابن لها يقال له‏:‏ مَسْرُوح، وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب، وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي‏
• ذكر ما قيل لآمنة عند حملها برسول الله صلى الله عليه وسلم
رؤيا آمنة ويزعمون - فيما يتحدث الناس والله أعلم - أن آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تحدث ‏‏‏:‏‏‏
أنها أُتيت ، حين حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقيل لها ‏‏‏:‏‏‏ إنك قد حملت بسيد هذه الأمة ، فإذا وقع إلى الأرض فقولي ‏‏‏:‏‏‏ أعيذه بالواحد ، من شر كل حاسد ، ثم سميه محمدا ‏‏‏.‏‏‏ ورأت حين حملت به أنه خرج منها نور رأت به قصور بصرى ، من أرض الشام ‏‏‏.‏‏‏ ‏‏
• رواية حسان بن ثابت ، عن مولده صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وحدثني صالح بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف ، عن يحيى بن عبدالله بن عبدالرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري ‏‏‏.‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ حدثني من شئت من رجال قومي عن حسان بن ثابت ، قال ‏‏‏:‏‏‏ والله إني لغلام يفعة ، ابن سبع سنين أو ثمان ، أعقل كل ما سمعت ، إذ سمعت يهوديا يصرخ بأعلى صوته على أطمة بيثرب ‏‏‏:‏‏‏ يا معشر يهود ، حتى إذا اجتمعوا إليه ، قالوا له ‏‏‏:‏‏‏ ويلك ما لك ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به
• إعلام أمه جده بولادته صلى الله عليه و سلم وما فعله به
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فلما وضعته أمه صلى الله عليه وسلم ، أرسلت إلى جده عبدالمطلب ‏‏‏:‏‏‏ أنه قد ولد لك غلام ، فأته فانظر إليه ؛ فأتاه فنظر إليه ، وحدثته بما رأت حين حملت به ، وما قيل لها فيه ، وما أمرت به أن تسميه ‏‏‏.‏‏‏
• فرح جده به صلى الله عليه و سلم ، و التماسه له المراضع
فيزعمون أن عبدالمطلب أخذه ، فدخل به الكعبة ؛ فقام يدعو الله ، ويشكر له ما أعطاه ، ثم خرج به إلى أمه فدفعه إليها ‏‏‏.‏‏‏ والتمس لرسول الله صلى الله عليه وسلم الرضعاء ‏‏‏.‏‏‏

رضاعه - صلى الله عليه وسلم

• أرضعته صلى الله عليه وسلم أمه عقب الولادة، ثم أرضعته ثويبة أَمَة عمه أبي لهب أياماً، ثم جاء إلى مكة نسوة من البادية يطلبن أطفالاً يرضعنهم ابتغاء المعروف من آباء الرضعاء على حسب عادة أشراف العرب، فإنهم كانوا يدفعون بأولادهم إلى نساء البادية يرضعنهم هناك حتى يتربوا على النجابة والشهامة وقوة العزيمة، فاختيرت لإرضاعه صلى الله عليه وسلم من بين هؤلاء النسوة (حليمة) بنت أبي ذؤيب السعدية؛ من بني سعد بن بكر من قبيلة هوازن التي كانت منازلهم بالبادية بالقرب من مكة المكرمة، فأخذته معها بعد أن استشارت زوجها (أبو كبشة) الذي رجا أن يجعل الله لهم فيه بركة، فحقق الله تعالى رجاءه وبدل عسرهم يسراً، فَدَرَّ ثديها بعد أن كان لبنها لا يكفي ولدها ، ودَرَّت ناقتهم حتى أشبعتهم جميعاً بعد أن كانت لا تغنيهم ، وبعد أن وصلوا إلى أرضهم كانت غنمهم تأتيهم شباعاً غزيرة اللبن مع أن أرضهم كانت مجدبة في تلك السنة، واستمروا في خيروبركة مدة وجوده صلى الله عليه وسلم بينهم.

ولما كمل له سنتان فصلته حليمة من الرضاع، ثم أتت به إلى جده وأمه وكلمتهما في رجوعها به وإبقائه عندها فأذنا لها بذلك.


طفولته وشبابه

• لقد سجلت المراجع التاريخية المروية بأسانيد متصلة إلى جميع المصادر الثابتة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضى الله عنهم – تفاصيل نشأة النبي صلى الله عليه وسلم ، وما مر بها من أحداث خلال فترة الطفولة والصبا ، فذكرت تلك المصادر أنه صلى الله عليه وسلم بعد ولداته تولت إرضاعه حليمة السعدية ، حيث كانت عادة العرب أن تدفع بأطفالها إلى نساء البوادي ليقمن بإرضاع الأطفال في البادية حتى ينشأوا على الفصاحة ، والفطرة السليمة ، والقوة البدنية .
وقد روت المصادر الإرهاصات التي حدثت لحليمة وزوجها منذ أن حل بهم الطفل الجديد – محمد صلى الله عليه وسلم – إذ تحول حالهما من العسر إلى اليسر ، فقد أصبحت شاتهم العجفاء دارة للبن ، وحتى حليمة ذاتها أصبح ثديها مدرارا للبن لأنها رضيع النبي صلى الله عليه وسلم ، وغير ذلك مما روته حليمة فيما ذكرته المصادر .
وقد بقى الصبي مع حليمة حتى بلغ الخامسة من عمره ، وما أعادته إلا أنها خافت عليه من واقعة حدثت له،وهي حادثه شق الصدر . ذلك أن ملكين جاءاه صلى الله عليه وسلم وهو بين صبية يلعبون فأخذاه وشقا صدره وأخرجا قلبه وغسلاه في طست ثم أعاداه موضعه فالتئم الجرح كأن شيئاً لم يكن ، فلما حكى الصبية وفيهم صلى الله عليه وسلم هذه الحادثة لحليمة وزوجها خافا عليه خوفاً شديداً فقررا إعادته إلى ذويه بمكة ، ولكن ما بلغ الصبي السادسة من عمره حتى توفيت أمه آمنة ، فتولى تربيته جده عبد المطلب فلما بلغ الصبي ثماني سنين وشهرين وعشرة أيام توفى جده عبد المطلب فانتقلت رعايته إلى عمه أبي طالب ، فبقى بكنفه حتى بلغ أربعين سنة . وكان صلى الله عليه وسلم في أول شبابه عمل في رعي أغنام قريش على دراهم يعطونها إياه على ما هي عليه سنة الأنبياء من قبله .


التربية الإلهية للرسول – صلى الله عليه وسلم

قد علمت أن الله تعالى قد أكرم آل حليمة السعدية التي أرضعته صلى الله عليه وسلم، فبدل عسرهم يسراً وأشبع غنيماتهم وأدر ضروعها في سنة الجدب والشدة، كما بارك سبحانه وتعالى في رزق عمه أبي طالب حينما كان في كفالته، مع ضيق ذات يده، وأنه سبحانه وتعالى كان يسخر له الغمامة تظله وحده من حر الشمس في سفره إلى الشام، فتسير معه أنى سار دون غيره من أفراد القافلة. وكان سبحانه وتعالى يلهمه الحق ويرشده إلى المكارم والفضائل في أموره كلها، حتى إنه كان إذا خرج لقضاء الحاجة في صغره بَعُدَ عن الناس حتى لا يُرى.
وكان سبحانه وتعالى يكرمه بتسليم الأحجار والأشجار عليه، ويُسمعه ذلك فيلتفت عن يمينه وشماله فلا يرى أحداً.
وقد كان علماء اليهود والنصارى - رهبانهم وكهنتهم- يعرفون زمن مجيئه صلى الله عليه وسلم مما جاء من أوصافه في التوراة وما أخبر به المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام فكانوا يسألون عن مولده وظهوره وقد عرفه كثيرون منهم لما رأوا ذاته الشريفة أو سمعوا بأوصافه وأحواله صلى الله عليه وسلم.
وقد نشأ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ممتازاً بكمال الأخلاق، متباعداً في صغره عن السفاسف التي يشتغل بها أمثاله في السن عادة، حتى بلغ مبلغ الرجال فكان أرجح الناس عقلاً، وأصحهم رأياً، وأعظمهم مروءة، وأصدقهم حديثاً، وأكبرهم أمانة، وأبعدهم عن الفحش، وقد لقبه قومه (بالأمين)، وكانوا يودعون عنده ودائعهم وأماناتهم.
وقد حفظه الله تعالى منذ نشأته من قبيح أحوال الجاهلية، وبَغَّض إليه أوثانهم حتى إنه من صغره كان لا يحلف بها ولا يحترمها ولا يحضر لها عيداً أو احتفالاً، وكان لا يأكل ما ذبح على النُّصُب، و النصب هي حجارة كانوا ينصبونها ويصبون عليها دم الذبائح ويعبدونها.
ولقد كان صلى الله عليه وسلم لين الجانب يحن إلى المسكين، ولا يحقر فقيراً لفقره، ولايهاب ملكا لملكه، ولم يكن يشرب الخمر مع شيوع ذلك في قومه، ولا يزنى ولا يسرق ولا يقتل، بل كان ملتزما لمكارم الأخلاق التي أساسها الصدق والأمانة والوفاء.
وبالجملة حفظه الله تعالى من النقائص والأدناس قبل النبوة كما عصمه منها بعد النبوة.
وكان يلبس العمامة والقميص والسراويل، ويتزر ويرتدى بأكيسة من القطن، وربما لبس الصوف والكتان، ولبس الخف والنعال وربما مشى بدونها. وركب الخيل والبغال والإبل والحمير. وكان ينام على الفراش تارة وعلى الحصير تارة وعلى السرير تارة وعلى الأرض تارة، ويجلس على الأرض، ويخصف نعله، (أي يخرزها ويصلحها) ويرقع ثوبه، وقد اتخذ من الغنم والرقيق من الإماء والعبيد بقدر الحاجة. وكان من هديه في الطعام ألا يرد موجوداً ولا يتكلف مفقوداً.
اتصف صلى الله عليه وسلم بصفات لم تجتمع لأحد قبله ولا بعده ، كيف لا وهو خير الناس وأكرمهم عند الله تعالى . فقد كان صلى الله عليه وسلم أفصح الناس ، وأعذبهم كلاماً وأسرعهم أداءً، وأحلاهم منطقا حتى إن كلامه ليأخذ بمجامع القلوب ويأسر الأرواح ، يشهد له بذلك كل من سمعه.
وكان إذا تكلم تكلم بكلام فَصْلٍ مبين، يعده العاد ليس بسريع لا يُحفظ ، ولا بكلام منقطع لا يُدركُه السامع، بل هديه فيه أكمل الهديِّ ،كما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقولهاSadما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد سردكم هذا ، ولكن كان يتكلم بكلام بيِّن فصل يتحفظه من جلس إليه) متفق عليه .
وثبت في (( الصحيحين )) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال Sad بعثت بجوامع الكلام) وكان كثيراً ما يعيد الكلام ثلاثاً ليفهمه السامع ويعقله عنه ، ففي البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه Sad كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً ، حتى يفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم ، سلم ثلاثاً).
وكان صلى الله عليه وسلم طويل الصمت لا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وكان إذا تكلم افتتح كلامه واختتمه بذكر الله، وأتى بكلام فَصْلٍ ليس بالهزل ، لازيادة فيه عن بيان المراد ولاتقصير ، ولا فحش فيه ولا تقريع ، أما ضحكه صلى الله عليه وسلم فكان تبسماً، وغاية ما يكون من ضحكه أن تبدو نواجذه، فكان يَضْحَك مما يُضْحك منه، ويتعجب مما يُتعجب منه.

وكان بكاؤه صلى الله عليه وسلم من جنس ضحكه ، فلم يكن بكاؤه بشهيق ولا برفع صوت، كما لم يكن ضحكه بقهقهة، بل كانت عيناه تدمعان حتى تهملا، ويُسمع لصدره أزيز، وكان صلى الله عليه وسلم تارة يبكى رحمة للميت كما دمعت عيناه لموت ولده، وتارة يبكي خوفاً على أمته وشفقة عليها ، وتارة تفيض عيناه من خشية الله ، فقد بكى لما قرأ عليه ابن مسعود رضي الله عنه (سورة النساء ) وانتهى إلى قوله تعالى {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً} [النساء:41].


وتارة كان يبكي اشتياقاً ومحبة وإجلالاً لعظمة خالقه سبحانه وتعالى.


وما ذكرناه وأتينا عليه من صفاته صلى الله عليه وسلم غيض من فيض لا يحصره مقال ولا كتاب، وفيما ألمحنا إليه عبرة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً والحمد لله أولاً وأخيرا


بدايات الوحي

تلك هي قصة بداية النبوة ونزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم لأول مرة ، وقد كان ذلك في رمضان في ليلة القدر ، قال الله تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ) وقال : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) وقد أفادت الأحاديث الصحيحة ان ذلك كان ليلة الإثنين قبل أن يطلع الفجر .

وحيث إن ليلة القدر تقع في وتر من ليالي العشر الأواخر من رمضان ، وقد ثبت علمياً أن يوم الإثنين في رمضان من تلك السنة إنما وقع في اليوم الحادي والعشرين فقد أفاد ذلك أن نبوته صلى الله عليه وسلم إنما بدأت في الليلة الحادية والعشرين من رمضان سنة إحدى وأربعين من مولده صلى الله عليه وسلم وهي توافق اليوم العاشر من شهر أغسطس سنة 610 م وكان عمره صلى الله عليه وسلم إذ ذاك أربعين سنة قمرية وستة أشهر واثني عشر يوماً ، وهو يساوي تسعاً وثلاثين سنة شمسية وثلاثة أشهر واثنين وعشرين يوماً فكانت بعثته على رأس أربعين سنة شمسية .

فترة الوحي ثم عودته : وكان الوحي قد وانقطع فتر بعد أول نزوله في غار حراء كما سبق ودام هذا الانقطاع أياما ، وقد ترك ذلك في النبي صلى الله عليه وسلم شدة وكآبة وحزنا ، ولكن المصلحة كانت في هذا الانقطاع ، فقد ذهب عنه الروع ، وتثبت من أمره ، وتهيأ لاحتمال مثل ما سبق حين يعود ، وحصل له التشوف والانتظار ، وأخذ يرتقب مجيء الوحي مرة أخرى. وكان صلى الله عليه وسلم قد عاد من عند ورقة بن نوفل إلى حراء ليواصل جواره في غاره ، ويكمل ما تبقى من شهر رمضان ، فلما انتهى شهر رمضان وتم جواره نزل من حراء صبيحة غرة شوال ليعود إلى مكة حسب عادته .

قال صلى الله عليه وسلم فلما استبطنت الوادي – أي دخلت في بطنه – نوديت ، فنظرت عن يميني فلم أر شيئاً ونظرت عن شمالي فلم أر شيئاً ونظرت أمامي فلم أر شيئاً ونظرت خلفي فلم أر شيئاً ، فرفعت رأسي فرأيت شيئاً ، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض ، فجثت منه رعباً حتى هويت إلى الأرض ، فأتيت خديجة ، فقلت زملوني ، زملوني ، دثروني ، وصبوا علي ماءً بارداً ، فدثروني وصبوا علي ماءً بارداً، فنزلت ( يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ) . وذلك قبل أن تفرض الصلاة ثم حمي الوحي وتتابع . وهذه الآيات هي بدء رسالته صلى الله عليه وسلم وهي متأخرة عن النبوة بمقدار فترة الوحي ، وتشمل على نوعين من التكليف مع بيان ما يترتب عليه .

أما النوع الأول فهو تكليفه صلى الله عليه وسلم بالبلاغ والتحذير ، وذلك في قوله تعالى : ( قم فأنذر ) فإن معناه حذر الناس من عذاب الله إن لم يرجعوا عما هم فيه من الغي والضلال ، وعبادة غير الله المتعال ، والإشراك به في الذات والصفات والحقوق والأفعال .

وأما النوع الثاني فتكليفه صلى الله عليه وسلم بتطبيق أوامر الله سبحانه وتعالى والالتزام بها في نفسه ، ليحرز بذلك مرضاة الله ، ويصير أسوة لمن آمن بالله ، وذلك في بقية الآيات ، فقوله : ( وربك فكبر ) معناه خصه بالتعظيم ، ولا تشرك به في ذلك أحداً غيره ، وقوله ( وثيابك فطهر ) المقصود الظاهر منه تطهير الثياب والجسد ، إذ ليس لمن يكبر الله ويقف بين يديه أن يكون نجساً مستقذراً ، وقوله ( والرجز فاهجر ) معناه ابتعد عن أسباب سخط الله وعذابه ، وذلك بطاعته وترك معصيته ، وقوله : ( ولا تمنن تستكثر ) أي لا تحسن إحساناً تريد أفضل منه في هذه الدنيا.

أما الآية الأخيرة فأشار فيها إلى ما يلحقه من أذى قومه حين يفارقهم في الدين ، ويقوم بدعوتهم إلى الله وحده ، فقال : ( ولربك فاصبر ) .

نزول جبريل على الرسول

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتعد عن أهل مكة لأنهم يعبدون الأصنام ويذهب إلى غار حراء في جبل قريب. كان يأخذ معه طعامه وشرابه ويبقى في الغار أيامًا طويلة. يتفكّر فيمن خلق هذا الكون …
وفي يوم من أيام شهر رمضان وبينما كان رسول الله يتفكّر في خلق السموات والأرض أنزل الله تعالى عليه الملك جبريل، وقال للرسول: "اقرأ" فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما أنا بقارئ"، وكرّرها عليه جبريل ثلاث مرّات، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في كل مرّة: "ما أنا بقارئ". وفي المرّة الأخيرة قال الملك جبريل عليه السلام: "اقرأ باسم ربّك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربّك الأكرم. الذي علّم بالقلم. علّم الإنسان ما لم يعلم".
وكانت هذه الآيات الكريمة أوّل ما نزل من القرآن الكريم. حفظ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما قاله جبريل عليه السلام.
عاد الرسول صلى الله عليه وسلم خائفًا مذعورًا إلى زوجته السيدة خديجة وكان يرتجف فقال لها:"زمّليني، زمّليني" (أي غطّيني). ولما هدأت نفسه وذهب عنه الخوف أخبر زوجته بما رأى وسمع فطمأنته وقالت له: "أبشر يا ابن عم، إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة".
كان الرسول قد بلغ الأربعين من عمره عندما أنزل عليه القران الكريم.

الدعوة سرا


من المعلوم تاريخياً أن مكة كانت مركزا لدين العرب، وكان بها سدنة الكعبة والقائمون على الأوثان والأصنام التي كانت مقدسة عند سائر العرب في ذلك الزمان. وجاءت رسالة الإسلام وحال مكة على ما ذكرنا، ولم يكن من الحكمة، أن يجهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوته بداية، والعرب على ما هم عليه من التقاليد والعادات التي ورثوها عن آبائهم. وكان الأمر يحتاج إلى صبر ومثابرة وعزيمة لا تزلزلها المصائب والكوارث.فكان من الحكمة أن تكون الدعوة في بداية أمرها سرية، لئلاً يفاجأ أهل مكة بما يهيجهم ويثير حميتهم الجاهلية لآلهتهم وأصنامهم.

وبدأ رسول صلى الله عليه وسلم بعرض الإسلام أولاً على أقرب الناس إليه، وألصقهم به، فدعا آل بيته وأصدقاءه ممن يعرفهم ويعرفونه، يَعْرِفهم بحب الحق والخير، ويعرفونه بالصدق والصلاح، فأجابه من هؤلاء جَمْعٌ عرفوا في التاريخ الإسلامي بالسابقين الأولين، وفي مقدمتهم زوج النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، ومولاه زيد بن حارثة و ابن عمه على بن أبى طالب ، والصديق أبو بكر رضي الله عنهم، أسلم هؤلاء في أول يوم من أيام الدعوة وكان إسلامهم فاتحة خير على الإسلام ودعوته.

ثم نشط أبو بكر في الدعوة إلى الإسلام، وكان رجلاً محبوباً، صاحب خلق وإحسان، فدعا من يثق به سراً، فأسلم بدعوته عثمان بن عفان و الزبير بن العوام ، و عبد الرحمن بن عوف ، و سعد بن أبي وقاص، و طلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم.

وسارع كل واحد من هؤلاء إلى دعوة من يطمئن إليه ويثق به، فأسلم على أيديهم جماعة من الصحابة، وهم من جميع بطون قريش، وهؤلاء هم أوائل السابقين الأولين الذين جاء ذكرهم في قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} (التوبة:100).
وذكر أهل السير أنهم كانوا أكثر من أربعين نفراً. أسلم هؤلاء سراً وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتمع بهم بعيداً عن أنظار المشركين، فيرشدهم ويعلمهم ما نزل عليه من القرآن الكريم، ويثبت الإيمان في قلوبهم.

وأما مدة الدعوة السرية فقد ذكر أكثر أهل السير أنها كانت ثلاث سنوات، وكون الدعوة سرية في هذه المرحلة لا يعني أن خبرها لم يبلغ قريشاً، فقد بلغها إلا أنها لم تكترث لها، ولم تعرها اهتماماً في بداية الأمر، ظناً منها أن محمداً أحد أولئك الديانين الذين يتكلمون في الألوهية، وعبادة الله وحده، مما ورثوه من الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام، كما صنع أمية بن أبي الصلت و قس بن ساعدة ، و عمرو بن نفيل وأشباههم .
ولما بدأ عود الدعوة يشتد ويقوى وخاف المشركون من ذيوع خبرها وامتداد أثرها، أخذوا يرقبون -على مر الأيام- أمرها ومصيرها،فوقفوا في سبيلها بعد ذلك.

وختام القول :فإن دعوة الإسلام استدعت في بداية أمرها أن تكون دعوة سرية، ريثما يتمكن أمرها، لتنطلق معلنة رسالتها الخاتمة، تلك الرسالة القائمة على إخراج الناس من الغي والضلال إلى الهدى والرشاد، لتكون عزاً ونصراً للمؤمنين ورحمة للعالمين وصدق الله القائل : {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} (يونس:58) والحمد لله رب العالمين

الجهر بالدعوة في قريش


كانت الدعوة الإسلامية في بداية أمرها تنتهج السرية في تبليغ رسالتها، لظروف استدعت تلك الحال ، واستمر الأمر على ذلك ثلاث سنين، ثم كان لابد لهذه الدعوة من أن تعلن أمرها وتمضي في طريقها الذي جاءت من أجله، مهما لاقت من الصعاب والعنت والصد والمواجهة.
فقد أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم -وقد بعثه رسولاً للناس أجمعين- أن يصدع بالحق، ولا يخشى في الله لومة لائم فقال: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} (الحجر:94) وأخبره أن يبدأ الجهر بدعوة أهله وعشيرته الأقربين، فقال مخاطباً له {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقربين} (الشعراء:214) فدعا بني هاشم ومن معهم من بني المطلب، قال ابن عباس رضي الله عنهما: لما نزل قوله تعالى {وأنذر عشيرتك الأقربين} صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا فجعل ينادي: ( يا بني فهر يا بني عديٍّ - لبطون قريش - حتى اجتمعوا فجعل الذي لم يستطع أن يخرج يرسل رسولاً لينظر ما الخبر ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصِّدقي؟ قالوا ما جربنَّا عليك كذباً، قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال له أبو لهب: تباً لك إلهذا جمعتنا) متفق عليه.

فكانت هذه الصيحة العالية بلاغاً مبيناً، وإنذاراً صريحاً بالهدف الذي جاء من أجله، والغاية التي يحيا ويموت لها، وقد بيَّن صلى الله عليه وسلم ووضََّح لأقرب الناس إليه أن التصديق بهذه الرسالة هو الرابط الوحيد بينه وبينهم، وأن عصبية القرابة التي ألِفوها ودافعوا عنها واستماتوا في سبيلها، لاقيمة لها في ميزان الحق، وأن الحق أحق أن يتبع، فها هو يقف مخاطباً قرابته -كما ثبت في الحديث المتفق عليه بقوله: ( يا عباس بن عبد المطلب يا عم رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً ، يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً، يا فاطمة بنت رسول الله سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئاً) .

ولم يكن صلى الله عليه وسلم يبالي في سبيل دعوته بشئ، بل يجهر بالحق ويصدع به لا يلوي على إعراض من أعرض، ولا يلتفت إلى استهزاء من استهزأ، بل كانت وجهته إلى الله رب العالمين {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين} (الأنعام:162) وكانت وسيلته الجهر بكلمة الحق {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين} (يوسف:108). وقد لاقى رسول الله صلى الله عليه وسلم جراء موقفه هذا شدة وبأساً من المشركين، الذين رأوا في دعوته خطراً يهدد ما هم عليه، فتكالبوا ضده لصده عن دعوته، وأعلنوا جهاراً الوقوف في مواجهته، آملين الإجهاز على الحق الذي جاء به {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون} (يوسف21).
ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه يدعو إلى الله متلطفاً في عرض رسالة الإسلام، وكاشفاً النقاب عن مخازي الوثنية، ومسفهاً أحلام المشركين.فوفق الله تعالى ثلة من قرابته صلى الله عليه وسلم وقومه لقبول الحق والهدى الذي جاء به، وأعرض أكثرهم عن ذلك، ونصبوا له العداوة والبغضاء، فقريش قد بدأت من أول يوم في طريق المحاربة لله ولرسوله، متعصبة لما ألِفته من دين الآباء والأجداد، كما حكى الله تعالى عنهم على سبيل الذم والإنكار فقال: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} (الزخرف:22).

وخاتمة القول : إن الجهر بالدعوة كان تنفيذاً لأمر الله تعالى، وقياماً بالواجب، وقد صدع النبي صلى الله عليه وسلم بالحق كما أراد الله، ولاقى مقابل هذا الإعلان ما قد علمنا من عداوة المشركين له وللمؤمنين من حوله، والتنكيل بهم، ولكن كان البيع الرابح مع الله تعالى، والعاقبة كانت للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين به فملكوا الدنيا ودانت لهم، وهدى الله بهم الناس إلى الصراط المستقيم، وفي الدار الآخرة لهم الحسنى عند الله تعالى، واللهَ نسأل أن يعزَّ دينه وينصر أولياءه ويسلك بنا سبيلهم إنه سميع مجيب

بيعة العقبة الأولى

فلما كان حج العام المقبل - سنة 12 من النبوة – قدم اثنا عشر رجلاً منهم عشرة من الخزرج واثنان من الأوس ، فأما العشرة من الخزرج فخمسة منهم هم الذين جاءوا في العام الماضي غير جابر بن عبد الله بن رئاب وخمسة آخرون هم : معاذ بن الحارث ( معاذ بن العفراء ) . ذكوان بن عبد القيس . عبادة بن الصامت . يزيد بن ثعلبة . العباس بن عبادة بن نضلة وأما الاثنان من الأوس فهما : أبو الهيثم بن التيهان . عويم بن ساعدة . اجتمع هؤلاء برسول الله صلى الله عليه وسلم بعقبة منى ، فعلمهم الإسلام ، وقال لهم : تعالوا بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً ، ولا تسرقوا ، ولا تزنوا ، ولا تقتلوا أولادكم ، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ، ولا تعصوني في معروف . فمن وفى منكم فأجره على الله ، ومن أصاب من ذلك شيئاً ، فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له ، ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره الله ، فأمره إلى الله ، إن شاء عاقبه ، وإن شاء عفا عنه ، فبايعوه على ذلك .

دعوة الإسلام في يثرب : فلما رجعوا إلى يثرب بعث معهم مصعب بن عمير رضي الله عنه ليقرئهم القرآن ويفقههم في الدين ، ونزل مصعب بن عمير على أبي أمامة أسعد بن زرارة ونشطا في نشر الإسلام ، وبينما هما في بستان إذ قال رئيس الأوس سعد بن معاذ لابن عمه أسيد بن حضير : ألا تقوم إلى هذين الرجلين الذين أتيا يسفهان ضعفاءنا فتزجرهما ، فأخذ أسيد حربته ، وأقبل إليهما فلما رآه أسعد قال لمصعب : هذا سيد قومه قد جاءك فاصدق الله فيه . وجاء أسيد فوقف عليهما وقال : ما جاء بكما إلينا ؟ تسفهان ضعفاءنا ؟ اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة ، فقال مصعب : أوتجلس فتسمع ، فإن رضيت امراً قبلته ، وإن كرهته كففنا عنك ما تكرهه فقال : أنصفت ، وركز حربته وجلس ، فكلمه مصعب بالإسلام ، وتلا عليه القرآن ، فاستحسن أسيد دين الإسلام واعتنقه ، وشهد شهادة الحق . ثم رجع أسيد ، واحتال ليرسل إليهما سعد بن معاذ ، فقال له : كلمت الرجلين فوالله ما رأيت بهما بأساً ، وقد نهيتهما فقالا نفعل ما أحببت ، ثم قال : وقد حدثت أن بني حارثة خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه، لأنه ابن خالتك ، فيردون أن يخفروك . فغضب سعد ، وقام إليهما متغيظاً ، ففعل معه مصعب مثل ما فعل مع أسيد ، فهداه الله للإسلام ، فأسلم وشهد شهادة الحق ، ثم رجع إلى قومه ، فقال : يا بني عبد الأشهل ‍ كيف تعلمون أمري فيكم ؟ قالوا سيدنا وأفضلنا رأياً . قال : فإن كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله ، فما أمسى فيهم رجل ولا امرأة إلا مسلماً ومسلمة ، إلا رجل واحد اسمه الأصيرم ، تأخر إسلامه إلى يوم أحد ، ثم أسلم وقتل شهيداً في سبيل الله قبل أن يسجد لله سجدة .وعاد مصعب بن عمير إلى مكة قبل حلول موعد الحج يحمل بشائر مثل هذا الفوز .


بيعة العقبة الثانية

وفي موسم الحج سنة 13 من النبوة قدم كثير من أهل يثرب من المسلمين والمشركين ، وقد قرر المسلمون أن لا يتركون رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة يطوف في أيام التشريق ليلاً في الشعب الذي عند جمرة العقبة .

فلما جاء الموعد ناموا في رحالهم مع قومهم ، حتى إذا مضى ثلث الليل الأول أخذوا يتسللون ، فيخرج الرجل والرجلان حتى اجتمعوا عند العقبة ، وهم ثلاثة وسبعون رجلاً اثنان وستون من الخزرج ، وأحد عشر من الأوس ، ومعهم امرأتان : نسيبة بنت كعب من بني النجار ، وأسماء بنت عمرو من بني سلمة ، وجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عمه العباس بن عبد المطلب ، كان على دين قومه ، ولكن أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له .

وكان العباس أول من تكلم ، فقال لهم : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال في عز من قومه ومنعة في بلده ، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه ، فأنتم وما تحملتم من ذلك وإلا فمن الآن فدعوه .

فأجاب المتكلم عنهم – وهو البراء بن معرور – قال : نريد الوفاء والصدق وبذل الأرواح دون رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم يا رسول الله ‍ ! فخذ لنفسك ولربك ما أحببت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Sayeed Ali Al Mayali
مدير مجموعة اهل العلم
مدير مجموعة اهل العلم
Sayeed Ali Al Mayali


ذكر

نقاط : 2118
عدد المساهمات : 1134
السٌّمعَة : 107
تاريخ الميلاد : 17/07/1994
تاريخ التسجيل : 05/11/2009
الموقع : Iraq - Najaf
حكمتي المفضلة : اسلِم تسلَم اسأل تعلم اطع تغنم

ولادة النبي محمد ( ص )  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ولادة النبي محمد ( ص )    ولادة النبي محمد ( ص )  Icon_minitimeالجمعة أبريل 01 2011, 02:43

بارك الله فيكم ودمتم موفقين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alimayali.yoo7.com
حسن الحسيني
عضو مميز
عضو مميز
حسن الحسيني


ذكر

نقاط : 440
عدد المساهمات : 323
السٌّمعَة : 4
تاريخ الميلاد : 12/07/1997
تاريخ التسجيل : 12/04/2011
الموقع : العراقـــــ_/النجف

ولادة النبي محمد ( ص )  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ولادة النبي محمد ( ص )    ولادة النبي محمد ( ص )  Icon_minitimeالسبت أبريل 16 2011, 01:34

معلومات مفيده ,شكرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://qatralnada.roo7.biz
Sayeed Ali Al Mayali
مدير مجموعة اهل العلم
مدير مجموعة اهل العلم
Sayeed Ali Al Mayali


ذكر

نقاط : 2118
عدد المساهمات : 1134
السٌّمعَة : 107
تاريخ الميلاد : 17/07/1994
تاريخ التسجيل : 05/11/2009
الموقع : Iraq - Najaf
حكمتي المفضلة : اسلِم تسلَم اسأل تعلم اطع تغنم

ولادة النبي محمد ( ص )  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ولادة النبي محمد ( ص )    ولادة النبي محمد ( ص )  Icon_minitimeالأربعاء أبريل 27 2011, 01:22

ولادة النبي محمد ( ص )  6219
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alimayali.yoo7.com
 
ولادة النبي محمد ( ص )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نسب النبي صلى الله عليه وسلم
» افتتح يومك بالصلاة على محمد وال محمد
» نبارك لكم ولادة العباس عليه السلام
» محمد في شبابه
» نبارك لكم ولادة الامام الحسن المجتبى صلوات الله عليه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
  :: المنتدى الاسلامي :: السيرة النبوية-
انتقل الى: